حالة فريدة وارتباط غريب ذلك الذي يجمع عشاق المنتخب المغربي، من مختلف أنحاء العالم، بلحظات ضربات الجزاء التي انتصر بها على المنتخب الإسباني في كأس العالم.
ورغم مرور 4 أشهر تقريبا على المباراة التي أهلت أسود الأطلس إلى الربع، إلا أن مشاهدة تلك اللحظات التاريخية لا زال متواصلا إلى الآن، وأحيانا بنفس الحماس، وكأن اللحظة تجدد نفسها في كل مرة.
والغريب أن المنتخب تمكن بعد ذلك من الانتصار على البرتغال في مباراة تاريخية أخرى، لكنها لا تحظى بنفس الإقبال والحماس من طرف المتابعين.
لقد كان لتلك اللحظات طعم خاص جدا. فالتوتر كان عالياً جدا، لأن التاريخ يقول أن المنتخب كان يفشل في لحظات مصيرية كهذه، ويترك وراءه الملايين من المغاربة في حالة حسرة وحزن. وأن تتكرر المأساة مرة أخرى كان معناه أن الوصول إلى إنجاز حقيقي سيصير في حكم المستحيل تقريبا.
لكن ما حدث كان فوق انتظارات الجماهير، والطريقة التي تم بها تسجيل الأهداف، ثم صدّ الضربات من طرف ياسين بونو، مع وجود ارتباط عاطفي كبير بالركراكي وأشباله، كل هذا جعل المغرب ينفجر فجأة في فرحة عارمة غير مسبوقة في تاريخه الكروي.
فرحة جماعية كان الناس يحتاجونها بشدة للأسباب سالفة الذكر، وحتى لأسباب اجتماعية واقتصادية، ما بين أزمات وحروب وأوبئة.
لهذا، كانت فرحة استثنائية جعلت القلوب والذاكرة تستلذّ تكرارها مرات ومرات، للاستئناس ولاستعادة الشعور الجميل النادر لتلك اللحظات.
لقد وصل فيديو ضربات الجزاء في القناة الرسمية لمجموعة "بي إن سبورت" إلى 26 مليون مشاهدة، في الوقت الذي لم يتجاوز ملخص مباراة الأسود ضد البرتغال 8 مليون مشاهدة، وهو ما يؤيد فكرة أننا نتحدث عن حدث خاص متفرد.
ولا زالت التعليقات تتفاعل معه لحد الآن، وتؤكد أن أصحابها يسترجعونه مرات ومرات، حيث يقول أحدهم "باقي تانرجع نتفرج فيه، دازت وقيتة زوينة"، ويقول آخر "يا ناس أقسم بالله أني شاهدت ذا المقطع أكثر من 50 مرة وكل مرة يزيد فخري بالمغرب، وكل مرة أبكي كأني اشوفه لأول مرة، ولا مليت منه.. تحياتي للمغرب من اليمن".
ودائما في التعليقات على مقطع يوتوب، يكتب معلق آخر "شفت ركلات الجزاء 50 مرة بدون ملل ودائما بنفس الشغف و الحب... وكأنها المرة الأولى".
الخلاصة أن الكثيرين وجدوا في فيديو ضربات الترجيح وسيلة للفرحة المسترجعة، حتى لو كانت مكررة، كأن الأمر يتعلق بسعادة مجمّدة، يتم إخراجها كلما شعر الناس بالسأم أو الضيق، كي يستعيدوا أمجاداً يبدو أنها ستبقى خالدة فعلا في تاريخ المغرب وإفريقيا والعرب عموما.